أخبار محليةاخبارالسويدثقافة

هل تغلبنا على فيروس كورونا في السويد أم تغلب علينا

كورونا بين الواقع والتناسي

عمر فيصل

تختلف الحياة في زمن كورونا من بلد لآخر، فالناس في السويد لم يعودوا يكترثون لهذا الوباء، وتختلف الأسباب من شخص لأخر. ولعل القاسم المشترك بين كل هذه الأسباب هي الإستراتيجية التي اعتمدتها مملكة السويد في محاربة كوفيد 19.  

هذه الاستراتيجية التي عرفت بالمناعة الجماعية أو يسمى بتسمية مناعة القطيع، وتهدف الى انتشار الوباء بين الناس ليكتسبوا بذلك المناعة الطبيعية لهذا الوباء. وما يهمنا في هذا الموضوع، هو الإجابة عن سبب عدم اكتراث المواطنين لهذا الوباء.

 موقع (الواقع السويدي)، نزل الى الشارع ليتعرف أكثر عن سبب اللامبالاة لهذا الفيروس، واتخذ من منطقة “شارهولمن” في العاصمة ستوكهولم بصفتها مكانا حيويا للبحث عن إجابات مقنعة للسؤال المطروح.

وبعد جولة في منطقة “شارهولمن”، لاحظنا أن من يطبق إجراءات الوقائية من فيروس كورونا، يعدون على أطراف الأصابع، وجلهم من فئة كبار السن، في عقدهم السادس وما فوق.

عدم توفر الدواء.. تعايش مع الوباء

معاذ مع ولده كرم

التقينا بمعاذ، 33 عاما، سألناه عن سبب عدم اكتراث الناس بكورونا، يقول بلهجته الفلسطينية، لموقع (الواقع السويدي)، “والله تعبنا من هذا الفيروس، وتعودنا عليه”، ويضيف، وهو يحمل طفله كرم على كتفه اليسرى، “الناس تأقلمت مع هذا الوباء لعدم توفر الدواء له، فالناس لا ترغب بالحجر على نفسها في المنازل. فكورونا لن يذهب بعد يوم أو يومين، كورونا سيبقى ضيفا ثقيلا في حياتنا اليومية، يقول معاذ.

ومعاذ واحد من بين العشرات الذين تحدثنا معهم، وأغلبهم توصل الى فكرة التأقلم مع هذا الفيروس، في مملكة السويد وجعله جزءا لا يتجزأ من حياتهم اليومية.

حكومة مناعة القطيع

مروان

 حاولنا نحن (الواقع السويدي)، البحث عن إجابات تختلف عما سمعناها سابقا، الا اننا نتوصل دائما، في أن السبب يكمن في كون الحكومة السويدية، هي من أوصلت الشعب الى اتخاذ مثل هذا القرار.

ويؤكد هذا الكلام، مروان مغربي الجنسية، الذي يبدو عليه الاستياء من هذا الموضوع، ويقول بحسرة، “ما نعيشه الان هو نتيجة قرارات الحكومة، لمحاربة هذا الوباء الفتاك. فالحكومة تفكر دائما في النهوض باقتصادها. وجعلتنا نسير على منهج سياسة استراتيجية مناعة القطيع.

ويضيف، مروان، 29 سنة، “الأمر الذي جعل الدولة تفتح الباب على مصراعيها لاستقبال كوفيد 19، وهذا ما دفع الناس الى الاستهزاء بهذا الوباء، وجعله أمرا اعتياديا، من دون اتخاذ الاحتياطات اللازمة، وما نراه الان يؤكد صحة كلامي. “

 

 

بين التجربة والفشل

ومن جهة أخرى، اعترف عالم الأوبئة السويدي، أندرس تيغنيل، مؤخرا، بأن قرار السويد المثير للجدل بشأن عدم فرض تدابير إغلاق صارمة لمواجهة تفشي جائحة كوفيد-19، أدى إلى زيادة حالات الوفيات. وسجلت السويد معدل وفيات أعلى بكثير مقارنة بأقرب الدول المجاورة لها، فضلا عن حظر عبور مواطنيها الحدود لبعض الدول الاوروبية.  

اندريس تيغنيل، مقترح نظرية مناعة القطيع

ويقول تيغنيل، صاحب استراتيجية مواجهة كورونا في البلاد، لإذاعة سويدية، إنه كان ينبغي بذل المزيد من الجهود في وقت مبكر.  

ومن الجدير بالذكر، فإن عدد الوفيات بسبب كورونا في السويد، وصلت الى حد الان الى 5420، وعدد الإصابات المؤكدة 71419.

 

 

بين الواقع والتناسي

من خلال البحث أكثر في الموضوع وعن أسباب مقنعة، تدفع هؤلاء الى اتخاذ هذا السبيل، استمعنا الى رأي اخر يمتنع عن التفكير بفيروس كورونا ويتناسى.

تقول سدرة، وهي في ريعان شبابها، “الذي يفكر كثيرا بفيروس كورنا يصاب به، وأنا أعرف أن هناك الكثير من الناس يتوهمون المرض، حتى أن بعضهم مات خوفا من كورونا من دون التعرض الى الإصابة به”. تقول ذلك ضاحكة.  

وتضيف، سدرة والعطر الفرنسي يفوح هندامها، “أن من يموت في أغلب الأحيان بهذا الفيروس، هم كبار السن، وضعاف المناعة. أما الشباب فيمكنهم تجاوز الخطر، وهذا ما أكدته لنا أغلب ارقام الوفيات والأبحاث.

“ولا أنكر أنني كنت خائفة في البداية من هذا الوباء، الا انني تناسيته وانت من ذكرني به الان”. تقول ذلك والابتسامة لا تفارق محياها.

وتوصلنا في نهاية المطاف، أن فئة الشباب ترفض القيود الخاصة بتعليمات وزارة الصحة للوقاية من فيروس كورونا.  وأنهم تأقلموا مع الواقع اليومي الذي يعيشونه في هذه البلاد. حتى أن كثيرا منهم لم يعد يكترث، وسئم من سماع أعداد الوفيات والأرقام التي تنشرها الاخبار في المواقع الالكترونية والصحف، وتتناقل بكثرة في وسائل التواصل الاجتماعي.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق