مقالات

مقال :الواقع السويدي يصور معاناة أهالي دمشق وصعوبة الحال التي وصلوا إليها في ظل الحرب والظلم

الواقع السويدي يعاين واقع الناس في دمشق بعد ٨ سنوات من تركها

معايشات مراسل الواقع السويدي في دمشق
مررنا بالحواجز و اوقفتنا الشرطة و بعدها طلبت منا النزول لان مظاهرنا تدل على اننا أشخاص أغنياء, وبعد معرفة أنك قادم من الغرب فلن يجرؤا على الإستمرار في التلاعب معك, بعد ان تخلصت من الحواجز ترى مشاهد الفقراء الذين قد ملؤا شوارع دمشق الحبيبة التي نزح إليها العراقيين عام ٢٠٠٦ بسبب الحرب والتي لم يظن أحد أن حربا ما ستتغلغل في احشائها وتمزق كيانها .
في الصباح يخرج العمال الى البسطات *محل بيع وعمل العاملين* لعرض البضاعة والبعض الاخر يعمل في البناء يقف تحت أشعة الشمس ينتظر اي عمل يمكن ان يعرض عليه ليسد رمق جوعه كما يقول المثل ( بحصة بتسند جرة).
مررنا بفقراء يضربون اولادهم من ضيق الحال و أم تقوم بضرب ابنتها على رأسها ومراسلة الواقع السويدي تسألها لماذا تفعلين ذلك ؟
فتجيبها بأن ابنتها لا تدير بالا عندما ينزل بنطالها مع العلم أن البنت لا تكبر العامين .
فتجيبها المراسلة :
ألا يكفي ما تعرضينه إليها كطفلة في هذا الوضع المزري وما هي عليه من أوضاع يشيب لها الولدان ؟
لتستمر المراسلة داخل أحياء دمشق وترى بائع بسكويت صغير السن يدور على المحلات لتصريف امواله التي لا تزيد عن ال ٥٠٠ ليرة .
لم يجد من يصرف له المئات المهترئة في يده فتقوم مراسلة الواقع السويدي بإعطائه ٢٠٠ ليرة وتزيدها لكي يفرح بها قليلا لكن الطفل لم يقبل الهبة وأجاب :
لا اقبلها إلى بشراء البسكويت والبسكويت خلصان يا خالة.
فتجيب المراسلة خذها حبيبي وعندما آراك غدا سأخذ البسكويت منك.
فيجيب الولد قائلا باللهجة السورية ; تحايلينني يا خالة ؟
فتقبله المراسلة من رأسه وتقول له نعم …..

اهل الشام الكرام الذين يعفون انفسهم في اصعب حالات الجوع والفقر الكافر , ليس فقط كذالك بل ان الدكتور والطبيب يحصل الواحد منهم فقط على ال ٧٥ دولار شهريا بالرغم من منصبه في المجتمع .

مراسله الواقع السويدي تؤكد ايضا ان الرجل الكبير يتزوج بالنساء والبنات الصغيرات بسبب عزوف الشباب عن الزواج وكلٌ يغني على ليلاه بسبب الوضع القاسي للشباب ولعسر الحال . تجد الرجل بعمر ال ٤٠ يتزوج من بنت عمرها ١٦ سنة .
الجوامع عامرة كما هي في السابق حتى ان اهل المساجد في دمشق يفترشون الطرقات بسبب ضيق المساجد التي لا تسعهم , والامور كما هي لكنها متدهورة جدا بسبب الفقر .
في اليل تهدأ الامور ليتم قصف المناطق السكنية التي فيها مسلحين حسب اهالي دمشق , ولا يعرف ما يعايشه اهالي هذه المناطق التي تقع بالقرب من وسط دمشق .
تجلس في احد المطاعم ليشير لك احد الفقراء بيدة الى فمه كأشاره منه الى الجوع فتجبر انت لتقوم بمشاركته طعامك .
خوفا على الوضع الامني لمراسلنا فامرنا بانهاء اي بث مباشر من هناك بسبب ما قد يتعرض له من قبل جندي طائش قد لا يرقب فيك الأ ولا ذمة .
تخرج لهم جوازك الاوربي ليقوم بعدها بتغير رائيه وتمريرك على الحواجز بعد محاولات لاخراج المال بسبب مضهرك الانيق , الناس تأكل بعضها البعض بسبب اللقمة.
كأننا في المانيا النازية والناس تراهم سكارى وما هم بسكارى, الاطفال يعملون, والكبار يحرثون الليرة السورية بكل ما اؤتوا من قوه ليسدوا رمق الابناء , والحال ليس هو الحال قبل ٨ سنوات من النظافة المعهودة في البيوت والمحلات.

الفنادق تحت الحراسة, واصوات قذائف تسمع بعد العودة الى البيوت بعد يوم شاق في العمل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق